Ahad, 30 Ogos 2020
Sabtu, 29 Ogos 2020
فتوى تنتغ طريقة صوفي
من أسباب سقوط العثمانيين: الصوفية المنحرفة
علي بن محمد الصلابي
منذ 2013-12-15
إن
أعظم انحراف وقع في تاريخ الأمة الإسلامية ظهور الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في
المجتمع الإسلامي، تحمل عقائدا وأفكارًا وعبادات بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، وقد قَوِي عود الصوفية المنحرفة واشتدت شوكتها في أواخر العصر
العثماني، بسبب عوامل متعددة... إن أعظم انحراف وقع في تاريخ الأمة الإسلامية ظهور
الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في المجتمع الإسلامي، تحمل عقائدا وأفكارًا وعبادات
بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قَوِي عود الصوفية
المنحرفة واشتدت شوكتها في أواخر العصر العثماني، بسبب عوامل متعددة منها:
1-
الأحوال السيئة التي كانت تعيشها الأمة الإسلامية، والواقع المرير الذي كان يعيشه
المسلمون في تلك الفترة، من انتشار التخلف والظلم والطغيان والفقر والمرض والجهل.
كل ذلك جعل الناس يرتمون في أحضان الصوفية المنحرفة، التي لا تقوم بأكثر من
التربيت عليهم، والتحذير لهم، وجعلهم يعيشون في غير واقعهم الذي فرُّوا منه.
2- كان
اضطراب الأمن وانعدامه سمة من سمات العصور المتأخرة، حيث كانت تزهق الأرواح لأسباب
تافهة، بل دون سبب في بعض الأحيان. وفي هذه الأجواء الحالكة، والظروف العصيبة، كان
أرباب التصوف يحيون حياة هادئة، يرفرف عليها الأمن والاطمئنان، بعيدة عن المصائب
والفتن التي فتكت بالناس. "قد كان الفقراء أروح بالاً وأكثر طمأنينة من
الفلاحين في حقولهم، والتجار في متاجرهم، والصناع في مصانعهم، فقد كانوا في أمنٍ
من تطبيق القوانين، وكانوا في أغلب فترات الظلم الفادح في نجاة من هذه الشرور
كلها، لأن الجنود كانوا يخافون بأسهم، ويخشون سلطانهم الروحي، ويؤمنون باتصالهم
بالله، فيتزلفون إليهم ويطلبون الرضا منهم، قأقبل بعض الناس على دخول الطريق
مدفوعًا بما سيصيبه في رحاب الزوايا من اطمئنان البال واستقرار الحال"[1].
3- الترف في معيشة أرباب الفرق: "كان
الفقراء فوق النجاة من ضغط الحياة يومذاك، لا يجهدون أنفسهم في احتراف عمل يكسبون
قوتهم من ورائه، بل كانوا يعيشون في الزوايا، طاعمين كاسين، على نفقة المحسنين
والأثرياء بدعوى التفرغ للذكر والانقطاع للتهجد والتجرد لعبادة الله. ومن أطرف
مفارقة هذا العصر أن يكون هؤلاء الزهاد الذين يدَّعُون التقشف والقناعة بالتافه من
شؤون العيش، أرغد عيشًا وأترف حياة من الفلاحين والتجار وأرباب الحرف"[2].
4- حب
الأتراك العثمانيين للدروشة والتصوف: "كان الأتراك يحبون التصوف، ويميلون إلى
تقديس أهل الإيمان بصدق ولايتهم"[3].
"لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في
المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركنًا منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة
العثمانية، وفي تركيا بالذات، فقد صارت هي المجتمع وصارت هي الدين، وانتشرت -في
القرنين الأخيرين بصفة خاصة- تلك القولة العجيبة: من لا شيخ له فشيخه الشيطان!
وأصبحت -بالنسبة للعامة بصورة عامة- هي مدخلهم إلى الدين، وهي مجال ممارستهم
للدين"[4].
وقد
كان كثير من سلاطين آل عثمان يقومون برعاية الصوفية، ويفيضون عليها من عطفهم
وحدبهم، حتى جاء السلطان عبد الحميد إلى السلطنة في ظروف عصيبة، والمؤامرات تُحاك
للأمة، والكوارث والمحن تحيط بها من كل مكان، ودعاة القومية يبثون دعوتهم في سائر
البلاد، فدعا إلى الجامعة الإسلامية والرابطة الدينية، وكانت الصوفية بجميع
أصنافها وطرقها تشكل ثقلاً في الدعوة إلى الجامعة الإسلامية. لقد كان ذلك العصر،
عصر الصوفية التي أطبقت على العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه، ولم تبق مدينة
ولا قرية إلا دخلتها، إلا إذا استثنينا نجد وملحقاتها[5].
لقد
سيطرت الصوفية المنحرفة على العالم الإسلامي في تلك الفترة، ووقع جمهور من
المسلمين في أسرها، وعظم سلطان المتصوفة في ذينك القرنين، وبلغ مبلغًا عظيمًا، لو
لم يكن من قوته ونفوذه إلا هيمنته على الجماهير الغفيرة في طول البلاد وعرضها
لكفى، فكيف إذا تبنته الدولة وناصره الحكام[6]!
وكانت نظرة المتصوفة المنحرفة تحترم البطالة
وتبيح التسول، وتصطنع الضيق، وتسعى إلى مواطن الذل، وتغتبط بالهوان، وكانت نظرتهم
إلى الأخذ بالأسباب منحرفة جدًّا، "فما أخيب التاجر الذي يصرف وقته في
تجارته، والزارع الذي ينفق جهده في زراعته، والصانع الذي يبذل نشاطه في صناعته!
وما أفشل من سافر منهم طلبًا لكسب أو رغبة في مال! فإن الرزق في طلب صاحبه دائر،
والمرزوق في طلب رزقه حائر، وبسكون أحدهما يتحرك الآخر". وفسدت لدى كثير من
المتصوفة عقيدة القضاء والقدر، وأصبحت عندهم عقيدة سلبية مخذلة، لقد كتب أحد
المستشرقين الألمان وهو يؤرِّخ لحال المسلمين في عصورهم الأخيرة يقول: "طبيعة
المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل ما يملك للواحد
القهار. وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان: ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دورًا
كبيرًا في الحروب؛ إذ حققت نصرًا متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء. وفي العصور
الأخيرة كانت سببًا في الجمود الذي خيَّم على العالم الإسلامي، فقذف به إلى
الانحدار وعزله، وطواه عن تيارات الأحداث العالمية"[7].
إن هذا
الرجل وهو كافر أدرك هذه الحقيقة: حقيقة الفرق بين الإيمان بالقدر كما فهمه السلف،
وبين الإيمان الذي ابتدعه الخلف متأثرين بالمتصوفة. فالذنب ليس ذنب العقيدة، بل
ذنب المعتقدين بها، وقد صاغ ذلك شاعر الإسلام محمد إقبال شعرًا فقال:
من
القرآن قد تركوا المساعي *** وبالقرآن قد ملكوا الثـريا
إلى التقدير ردوا كل سعـي *** وكان زماعهم
قدرًا خفيـا
تبدلـت الضمائر في إسـار *** فما كرهوه صار لهم
رضيا[8]
وقد
استغل نابليون بونابرت تلك الفكرة المنحرفة عن القضاء والقدر لما احتلت جيوشه
الصليبية أرض مصر، فكان يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الاحتلال
والأسر كان بقدرٍ من الله، فمن حاول الاعتراض على ما وقع، فكأنما يعترض على القضاء
والقدر[9].
لقد كانت مفاهيم التصوف المنحرف تنخر في كيان
الدولة العثمانية، وكان العالم الصليبي ينطلق في مجالات العلم وميادين المعرفة
آخذًا بأسباب القوة والتقدم والرقي، ويدير المؤامرات والدسائس لتفتيت الدولة
العثمانية، ومن ثَمَّ الهيمنة على العالم الإسلامي. وكان المتصوفة المنحرفون
مقبلين على استماع الملاهي والمعازف ويتعلمون الموسيقى، وكانت مجالسهم مليئة
بالطبول والنايات والأعلام والرايات، وكانت كثير من الطرق المنحرفة لا تخلو حلقات
الذكر من الدف، حتى قال أبو الهدى الصيادي -وهو من خواص السلطان عبد الحميد
الثاني، ومن أنصار الجامعة الإسلامية-:
اضرب
الدف وجانب جاهلاً *** حكمة الشرع لمعنى ما درى
كل مـا حـرك قلبا ساكنًا *** ودعا العقل منـه
معتبـرًا
وأجال
الروح في برزخهـا *** تذكر اللـه وتبغـي مظهرًا
فهو بـر والـذي يفعلـه *** فعـل البـر واللـه
يـرى
إن في الـدف وفي رنتـه *** نغمـة يعرفهـا مـن
ذكرا
صـوته ذكـر وفي بحتـه *** أنّة تذكر أوقـات
السـرى
نضرب
الدف ومنـه عندنا *** ذاكرًا نسمعـه لن يفتـرا[10]
وقد
كان للسماع عند جمهور المتصوفة منزلة عظيمة، يقول أبو الهدى الصيادي: "من لم
يحركه السماع فهو ناقص مائل عن لطف الاعتدال، بعيد عن نور الروحانية، زائد في غلظة
الطبع وكثافته، بل هو أبلد من الجمال والطيور وسائر البهائم، فإن جميعها تتأثر
بالنغمات الموزونة. وبالجملة فالسماع يثمر حالة في القلب وتُسمَّى وجدًا، ويثمر
الوجد تحريك الأطراف، إما بحركة غير موزونة فتسمى الاضطراب، وإما بحركة موزونة
فتسمى التصفيق والرقص"[11].
ويا ليت أولئك المتصوفة اقتصروا على الولوع
بالطرب والسماع والغناء، ولكنهم جعلوه إلى الله قربة، وعدُّوه طاعة تلين بها
القلوب، وتشفّ بها الأرواح. وما أحسن ما قاله العلامة الحافظ ابن القيم الجوزية عن
هؤلاء المتصوفة، حيث يقول: "فلو رأيتهم عند ذاك السماع، وقد خشعت منهم
الأصوات، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة
إليه، فتمايلوا كتمايل النشوان، وتكسروا في حركاتهم ورقصهم، أرأيت تكسر المخانيث
والنسوان؟! ويحق لهم ذلك، وقد خالط خمرة النفوس، ففعل فيها أعظم ما تفعله حميا
الكؤوس، فلغير الله -بل للشيطان- قلوب هناك تمزق، وأثواب تشقق، وأموال في غير طاعة
الله تنفق، حتى إذا عمل السُّكر فيهم عمله، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله،
واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخز في صدورهم وخزًا، وأزّهم إلى
ضرب الأرض بالأقدام أزًّا، فطورًا تجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص
وسط الديار، فيا رحمة للسقوف والأرض من دكّ تلك الأقدام! ويا سوءتا من أشباه
الحمير والأنعام! ويا شماتة أعداء الإسلام بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام! قضوا
حياتهم لذة وطربًا، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، مزامير الشيطان أحب إليهم من سماع
سور القرآن، لو سمع أحدهم القرآن من أوَّله إلى آخره لما حرّك له ساكنًا، ولا أزعج
له قاطنًا، ولا أثار فيه وجدًا، ولا قدح فيه من لواعج الأشواق إلى الله زندًا، حتى
إذا تُلِي عليه قرآن الشيطان، وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على
عينيه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت،
وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زفراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت. ولقد أحسن
القائل:
تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفـة *** لكنه إطـراق
ساه لاهـي
وأتى الغناء
فكالحمير تناهقـوا *** والله ما رقصوا لأجـل الله
دف ومزمـار ونغمـة شادن *** فمتى رأيت عبـادة
بملاهـي
ثقل
الكتـاب عليهـم لما رأوا *** تقييـده بأوامـر ونواهـي
سمعوا
له رعدًا وبرقًا إذ حـوى *** زجرًا وتخويفًا بفعل مناهـي
ورأوه أعظم قاطع للنفـس عن *** شهواتها يا
ذبحهـا المتناهـي
وأتى السماع موافقًا أغراضهـا *** فلأجل ذاك
غدا عظيم الجاه[12]
وهكذا
أصبحت حياة المتصوفة المنحرفين في اللهو والسخافة، وأضاعوا أوقاتهم وأعمارهم في
مجالس الذكر والسماع والملاهي، وأصبحت حياتهم من أولها إلى آخرها تدور حول الذكر
في صورته المنحرفة، وضاعت عبادة السعي في مناكب الأرض وطلب الرزق والجهاد وطلب
العلم ونشره، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلها أمور تشغل عن الذكر وتصدّ
عنه، ومن ثَمَّ ينبغي للمسلم أن لا يشتغل بها، وأن يعيش حياته على الذكر بالسماع
والغناء والرقص. ودخل في عالم التصوف المنحرف تقديس الأشخاص الأموات منهم
والأحياء، ونسبوا إليهم خوارق العادات والكرامات، وعاشوا في الأوهام وعالم الخيال،
وأصيب الناس بالوهن والعجز والانحطاط، واتسعت هوة التخلف والسقوط، وكانت أوربا
الصليبية تواصل صعودها في سُلَّم الحضارة المادية، وتُعِدُّ جيوشها للزحف على
العالم الإسلامي، الغارق أهله في دنيا الخرافات والأوهام، والاتّكال على الخوارق
والكرامات. وفي الوقت الذي كانت فيه الأمة تعاني أشد المعاناة من الضعف والانحطاط،
وتدور عليها المؤمرات من الأعداء وتحاك لها الدسائس، كان كثير من علمائها طوع
مشيئة شيوخهم من المتصوفة المنحرفين، الذين أشاعوا روح الذل والخنوع في الأمة
والذلة والهوان وغير ذلك من الأمراض المنحرفة، وتركت كثير من الطرق الصوفية
المنحرفة الجهاد لمقارعة الاعداء، وأصبح الأولياء في عُرف الناس هم المجاذيب
والمجانين والمعتوهين. ولا شك أن هناك بينهم نسبة كبيرة من الدجالين والمحترفين،
استغلوا ما للمجاذيب من مكانة مقدسة في نفوس الناس، فاندسوا في صفوفهم، ليصبحوا
ضمن رابطة الأولياء، من الذين لا لوم عليهم ولا عتاب، مهما ارتكبوا من الموبقات،
وجاهروا بالفواحش والآثام، وكان الكثير منهم يتعامل مع الجن، فكان طبيعيًّا أن
تنفذ سهام الأعداء، وتنجح مخططاتهم، وتحتل جيوشهم أرضنا، وتستباح بيضتنا. ولقد
حفلت الصوفية ببحر زاخر من العقائد المنحرفة والضالة، ولعل آخر العقائد التي آمن
بها كثير من المتصوفة المنحرفين: عقيدة وحدة الوجود والحلول. لقد احتضن المتصوفة
المنحرفين هذه العقائد، وعملوا على نشرها، وألّفوا مؤلفات من أجلها، واعتبروها
الحقيقة التي كُشف لهم سرها، وستر عن الآخرين. وكان تدريس كتابي "فصوص
الحكم" و"الفتوحات المكية" لـ(ابن عربي) وغيرها من كتب المتصوفة
التي تطفح بعقيدتي وحدة الوجود والحلول هو شعار كبار العلماء من المتصوفة وغيرهم،
وهو المنزلة العلمية التي لا يتبوؤها إلا الخاصة منهم، والمستوى العلمي الذي لا
يرقى إليه إلا فحول العلماء[13]. لقد لقيت هذه العقائد المنحرفة رواجًا واسعًا بين
المتصوفة المنحرفين في تلك الفترة الحرجة التي كانت تمر بها الأمة الاسلامية، فكان
كثير منهم يؤمن بعقيدة وحدة الوجود، التي لا يمكن للحياة في ظلها أن تفسد، ويحيق
الدمار بالعالم، وتبطل الأديان بالكلية، فلا يبقى معها دين ولا جهاد، ولا عداء بين
مسلم وكافر؛ فالكل واحد، والوجود واحد، وإن تعددت المظاهر، نسأل الله السلامة في
الدين. وكان هناك استخفاف كثير منهم بالشرائع، وإلغاؤهم التكاليف أو إسقاطهم لها،
واستهانتهم بأوامر الدين ونواهيه، تحت مسمى الولاية والحزب والجذب والشهود. ولقد
كان واقع الصوفية حُجَّة قوية استندت إليها حركات التغريب التي نخرت الدولة
العثمانية.
المصدر:
كتاب (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب
السقوط). [1]
انظر: د. توفيق الطويل: التصوف في مصر أبان
العصر العثماني، ص152-154. [2] المصدر السابق نفسه، ص154.
[3] انظر: التصوف في مصر أبان العصر العثماني،
ص154.
[4] انظر: واقعنا المعاصر، ص155.
[5]
انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/447.
[6] انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/448.
[7] انظر: باول شمتز: الإسلام قوة الغد
العالمية، ص78.
[8]
انظر: سفر الحوالي: العلمانية، ص519.
[9]
انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/467.
[10]
انظر: الصيادي: رياضة الأسماع في أحكام الذكر والسماع، ص45.
[11]
انظر: رياضة الأسماع في أحكام الذكر والسماع، ص78.
[12]
انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/506.
[13] انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/556.
فتوى تنتغ طريقة تصوف
ما رأي حضراتكم في الخلافة العثمانية؟وما رأيكم في عبد الحميد الثاني، الخليفة العثماني؛ لأنه
كان صوفيا على الطريقة النقشبندية؟أتمنى أن أعرف الجواب.وشكرا.وجزاكم الله خيراالإجابة :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعدفالذي لا ريب فيه أن السلطان عبد الحميد -مثله مثل السلاطين العثمانيين من قبله- كانوا يميلون إلى
المشرب الصوفي في التدين! بغض النظر عن اسم الطريقة المتبعة، هل كانت: النقشبندية،
أو الشاذلية، أو الرفاعية، أو البكتاشية. فهذا قد يختلف من عصر إلى عصر، لكن
الجامع بينهم جميعا - ولا سيما المتأخرين منهم- هو التصوف!
ومما هو معروف عن السلطان عبد الحميد أنه اجتهد في جمع الطرق الصوفية على دعم فكرة الجامعة
الإسلامية التي كان ينادي بها.
وعلى أية حال، فالذي لا يخطئه النظر أن الفكر الصوفي المنحرف، كان
أحد أهم أسباب سقوط الخلافة العثمانية.
قال الشيخ سليمان الخراشي في رسالة: (كيف سقطت الدولة العثمانية ص 6): من تأمل تاريخ العثمانيين، يدرك أن السبب الرئيسي لسقوطهم هو
ابتعادهم تدريجيا عن العقيدة السلفية الصافية، التي جاء بها الكتاب والسنة،
واستبدالها بعقائد الخرافيين والقبوريين من حاملي لواء التصوف ..
اهـ.
وقال الدكتور وقال الدكتور الصلابي في كتابه: (الدولة العثمانية: عوامل النهوض، وأسباب السقوط): تلقى عبد الحميد تعليماً منتظماً في القصر
السلطاني على أيدي نخبة مختارة من أشهر رجالات زمنه علماً وخلقاً. وقد تعلم من
اللغات العربية والفارسية، ودرس التاريخ وأحب الأدب، وتعمق في علم التصوف .. اهـ.
وقال: وقال: لقد نجح السلطان عبد
الحميد الثاني في جمع الطرق الصوفية، إلا أنه فضل السكوت عن كثير من انحرافاتها
العقدية، بحيث أن الطرق الصوفية في تلك المرحلة انحرفت عن كتاب الله وسنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، إلا ما رحم الله؛ ولذلك أضعفت الأمة، وساهمت في سقوط
الخلافة الاسلامية العثمانية السنية. اهـ.
وقد تناول بالتفصيل أسباب سقوط الخلافة العثمانية في آخر
كتابه، وذكر خلال ذلك:
- وقد تناول بالتفصيل أسباب سقوط الخلافة العثمانية في آخر
كتابه، وذكر خلال ذلك:
- ثالثاً: انتشار مظاهر الشرك والبدع والخرافات.
- رابعاً: الصوفية المنحرفة.وقال تحت هذا السبب: إن أعظم انحراف وقع في تاريخ الأمة الإسلامية، ظهور الصوفية
المنحرفة كقوة منظمة في المجتمع الإسلامي، تحمل عقائد وأفكارا، وعبادات بعيدة عن
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قوي عود الصوفية المنحرفة، واشتدت
شوكتها في أواخر العصر العثماني بسبب عوامل متعددة.فذكر بعض هذه العوامل، فكان رابعها: حب الأتراك العثمانيين للدروشة
والتصوف. ونقل هذه العبارات:
"
"لقد كانت الصوفية قد
أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل
الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات، فقد صارت هي المجتمع وصارت هي الدين، وانتشرت
-في القرنين الأخيرين بصفة خاصة- تلك القولة العجيبة: من لا شيخ له، فشيخه
الشيطان! وأصبحت -بالنسبة للعامة بصورة عامة- هي مدخلهم إلى الدين، وهي مجال
ممارستهم للدين".
"
"لقد كانت مفاهيم التصوف
المنحرف تنخر في كيان الدولة العثمانية، وكان العالم الصليبي ينطلق في مجالات
العلم وميادين المعرفة آخذاً بأسباب القوة والتقدم والرقي، ويدير المؤامرات
والدسائس لتفتيت الدولة العثمانية، ومن ثم الهيمنة على العالم الإسلامي".
"
"ودخل في عالم التصوف
المنحرف تقديس الأشخاص الأموات منهم، والأحياء، ونسبوا إليهم خوارق العادات
والكرامات، وعاشوا في الأوهام، وعالم الخيال، وأصيب الناس بالوهن والعجز
والانحطاط، واتسعت هوة التخلف والسقوط، وكانت أوربا الصليبية تواصل صعودها في سلم
الحضارة المادية، وتعد جيوشها للزحف على العالم الإسلامي الغارق أهله في دنيا
الخرافات والأوهام، والاتكال على الخوارق والكرامات". انتهى.
ولا يعني هذا أن الخلافة العثمانية كانت عارية عن
الفضائل، أو خالية من المناقب، بل قد حفظ الله بها حوزة الإسلام، وبيضة المسلمين
لقرون متطاولة، وفتح بها من البلاد ما يعظم في الوصف، ولكن المراد هو تقرير
الواقع، وبيان حقيقة التاريخ؛ ليتميز الصواب من الخطأ، والنافع من الضار، وندرك
شيئا من سنن الله تعالى في خلقه.
ولا يعني هذا أن الخلافة العثمانية كانت عارية عن
الفضائل، أو خالية من المناقب، بل قد حفظ الله بها حوزة الإسلام، وبيضة المسلمين
لقرون متطاولة، وفتح بها من البلاد ما يعظم في الوصف، ولكن المراد هو تقرير
الواقع، وبيان حقيقة التاريخ؛ ليتميز الصواب من الخطأ، والنافع من الضار، وندرك
شيئا من سنن الله تعالى في خلقه.ونقول كما قال الشيخ سليمان الخراشي في رسالته المشار إليها سابقا: أنا لا أقول هذا تشمتا بهذه الدولة التي كانت دولة عسكرية قوية في
قلب أوربا، وكانت شجى في حلوق الصليبيين، وإنما أقوله لكي نأخذ العبرة منه، فنعلم
أن سنن الله جارية في الدول والأفراد، وأنه لا نصر لنا ولا عز لدولنا إلا بإقامة
أحكام الإسلام كاملة، كما كانت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، دون
اتباع لهوى، أو بدعة أو شركيات ما أنزل الله بها من سلطان. اهـ.
والله أعلمموقع : إسلام ويب
فتوى تنتغ طريقة تصوف
موقع : همسات 16 / 3 / 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أخى المسلم أن التصوف علم وتربية لمبنى على
الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح
عكس ما يظن الناس وأن ما حدث من بعض الأدعياء والدخلاء من بدع ليست من
أصل منهج التصوف
بل إنها دخيلة عليه ولا يوجد منهج إلا وفيه الصادقين المخلصين
وفيه الأدعياء والدخلاء
ونحن هنا نتكلم عن المنهج الصوفى النقى ولا شأن لنا بالأدعياء ولا
بالدخلاء فعملهم مردود عليهم
ومنهج التصوف هو المنهج العلمى التربوى الذى به يترقى به المسلم من
مقام اٌسلام إلى مقام الإيمان إلى مقام الإحسان .. ونقلت لكم طائفة من أقوال علماء
الأمة فى التصوف
1- الإمام أبو حنيفة رحمه الله
تعالى (توفي في سنة 150 هـ)
نقل الفقيه الحنفي الحصفكي صاحب الدر المختار:
أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال:"أنا أخذت هذه الطريقة
من أبي القاسم النصر اباذي، وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السري
السقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داود الطائي، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي
حنيفة رضي الله عنه، وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله..." ثم قال صاحب الدر
معلقا: "قيا عجبا لك يا أخي ! ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار
؟ أكانوا متهمين في هذا الإقرار والافتخار، وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة
والطريقة ؟ ومن بعدهم في هذا الأمر فلهم تبع، وكل من خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع"
ولعلك تستغرب عندما تسمع أن الإمام الكبير، أبا حنيفة النعمان رحمه
الله تعالى، يعطي الطريقة لأمثال هؤلاء الأكابر من الأولياء والصالحين من الصوفية !".
يقول ابن عابدين رحمه الله تعالى ،في حاشيته متحدثا عن أبي حنيفة
رحمه الله تعالى، تعليقا على كلام صاحب الدر الآنف الذكر:"هو فارس هذا
الميدان، فان مبنى علم الحقيقة على العلم والعمل وتصفية النفس، وقد وصفه بذلك عامة
السلف، فقال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في حقه: إنه كان من العلم والورع والزهد
وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضرب بالسياط ليلي القضاء، فلم يفعل. وقال
عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: ليس أحد أحق من أن يقتدى به من أبي حنيفة،
لأنه كان إماما تقيا نقيا ورعا عالما فقيها، كشف العلم كشفا لم يكشفه أحد ببصر
وفهم وفطنة وتقى. وقال الثوري لمن قال له: جئت من عند أبي حنيفة: لقد جئت من عند
أعبد أهل الأرض"
ومن هذا نعلم أن الأئمة المجتهدين والعلماء العاملين هم الصوفية حقيقة.
2- الإمام مالك رحمه الله
تعالى (توفي سنة 179 هـ):
يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى:"من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق،
ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق" المصدر: حاشية
العلامة علي العدوي على شرح الامام الزرقاني على متن العزيه في الفقه المالكي.
وشرح عين العلم وزين الحلم للامام ملا علي قاري.
3- الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (توفي سنة 204 هـ):
قال الإمام الشافعي رخمه الله تعالى:"صحبت الصوفية فلم استفد
منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:
قولهم: الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك.
قولهم: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وقولهم: العدم عصمة" المصدر "تأييد الحقيقة العلية"
للامام جلال الدين السيوطي.
وقال الشافعي أيضا:"حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة
الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف" المصدر:"كشف الخفاء ومزيل
الالباس عما اشتهر من الأحاديث عل ألسنة الناس" للامام العجلوني.
4- الإمام أحمد بن حنبل
رحمه الله تعالى (توفي سنة 241 هـ):
كان الإمام رحمه الله تعالى قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد
الله رحمه الله تعالى:" يا ولدي عليك بالحديث، وإياك ومجالسة هؤلاء الذين
سموا أنفسهم صوفية، فانهم ربما كان أحدهم جاهلا بأحكام دينه. فلما صحب أبا حمزة
البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء
القوم، فانهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة"
المصدر: "تنوير القلوب" للعلامة الشيخ أمين الكردي.
وقال العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إبراهيم
بن عبد الله القلانسي رحمه الله تعالى أن الامام أحمد رحمه الله تعالى قال عن
الصوفية:"لا أعلم قوما أفضل منهم. قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم
يفرحوا مع الله ساعة..." المصدر:"غذاء الألباب شرح منظومة الآداب".
5- الامام أبي عبد الله
الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى (توفي سنة 243 هـ)
من كتابه "كتاب الوصايا" وهو من أمهات الكتب الصوفية
المعتمدة:
يقول الامام المحاسبي رحمه الله تعالى متحدثا عن جهاده المرير
للوصول إلى الحق حتى اهتدى إلى التصوف ورجاله: "...فقيض لي الرؤوف بعباده
قوما وجدت فيهم دلائل التقوى وأعلام الورع وإيثار الآخرة على الدنيا، ووجدت
إرشادهم ووصاياهم موافقة لأفاعيل ائمة الهدى...." اهـ.
"6- الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى: (توفي سنة 429 هـ):
قال الإمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله
تعالى في كتابه "الفرق بين الفرق": "الفصل الأول من فصول هذا الباب
في بيان أصناف أهل السنة والجماعة. اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة
ثمانية أصناف من الناس:....والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا
فأقصروا، واختبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور، وعلموا أن السمع
والبصر والفؤاد كل أولئك مسئول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدوا
خير الإعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريقي العبارة والاشارة على سمت أهل
الحديث دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء، ولا يتركونه حياء، دينهم
التوحيد ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى، والتوكل عليه والتسليم
لأمره، والقناعة بما رزقوا والإعراض عن الإعتراض عليه. (ذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء والله ذو الفضل العظيم)".
7- الإمام أبي القاسم القشيري
رحمه الله تعالى (توفي سنة 465 هـ):
قال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته
المشهورة (الرسالة القشيرية)، متحدثا عن الصوفية: "جعل الله هذه الطائفة صفوة
أوليائه، وفضلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم،
وجعل قلوبهم معادن أسراره، واحتصهم من بين الأمة بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق،
والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق. صفاهم من كدورات البشرية، ورقاهم إلى
محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية، ووفقهم للقيام بآداب العبودية،
وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية، فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف، وتحققوا
بما منه سبحانه لهم من التقليب والتصريف، ثم رجعوا إلى الله سبحانه وتعالى بصدق
الافتقار ونعت الانكسار، ولم يتكلوا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من
الأحوال، علما بأنه جل وعلا يفعل ما يريد، ويختار من يشاء من العبيد، لايحكم عليه
خلق، ولا يتوجه عليه لمخلوق حق، ثوابه ابتداء فضل وعذابه حكم بعدل، وأمره قضاء
فصل". اهـ.
"
8- الإمام أبو حامد الغزالي
رحمه الله تعالى (توفي سنة 505 هـ):
وها هو ذا حجة الاسلام الامام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى
يتحدث في كتابه "المنقذ من الضلال" عن الصوفية وعن سلوكهم وطريقتهم
الحقة الموصلة إلى الله تعالى فيقول:
"ولقد علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن
سيرتهم أحسن السيرة وطريقتهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق...ثم يقول ردا على
من أنكر على الصوفية وتهجم عليهم: وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقة طهارتها
-وهي أول شروطها- تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها
مجرى التحريم من الصلاة استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية
في الله".
9- الإمام فخر الدين الرازي
رحمه الله تعالى (توفي سنة 606 هـ):
قال العلامة الكبير والمفسر الشهير الامام فخر الدين الرازي رحمه
الله تعالى في كتابه "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين": "الباب
الثامن في أحوال الصوفية: اعلم أن أكثر من حصر فرق الأمة لم يذكر الصوفية وذلك
خطأ، لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إلى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من
العلائق البدنية، وهذا طريق حسن...وقال أيضا: والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد
النفس عن العلائق الجسمانية، ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى في
سائر تصرفاتهم وأعمالهم، منطبعون على كمال الأدب مع الله عز وجل، وهؤلاء هم خير
فرق الآدميين".
10-الامام العز بن عبد
السلام رحمه الله تعالى (توفي سنة 660 هـ):
قال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام
رحمه الله تعالى: "قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم
دنيا وأخرى، وقعد غيرهم على الرسوم، مما يدلك على ذلك ما يقع على يد القوم من
الكرامات وخوارق العادات، فانه فرع عن قربات الحق لهم، ورضاه عنهم، ولو كان العلم
من غير عمل يرضي الحق تعالى كل الرضى لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم، ولو لم
يعملوا بعلمهم، هيهات هيهات" المصدر:"نور التحقيق" للشيخ حامد
صقر" اهـ.
11- الإمام النووي رحمه الله
تعالى (توفي سنة 676 هـ):
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في رسالته "مقاصد الإمام
النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف": "أصول طريق التصوف خمسة:
1-تقوى الله في السر والعلانية
2-اتباع السنة في الأقوال والأفعال
3-الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار
4-الرضى عن الله في القليل والكثير
5-الرجوع إلى الله في السراء والضراء"
12- أحمد بن تيمية رحمه الله
تعالى :
تحدث الشيخ أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى عن تمسك الصوفية بالكتاب
والسنة في الجزء العاشر من مجموع فتاويه فقال: "فأما المستقيمون من السالكين
كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني،
ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ
عبد القادر (الجيلاني) والشيخ حمادوالشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرين، فهم لا
يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أومشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي
الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي
دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم".
13- الشيخ تاج الدين السبكي
رحمه الله تعالى (توفي سنة 771 هـ):
وقال الشيخ تاج الدين عبد الوهاب السبكي رحمه الله تعالى: في كتابه
"معيد النعم ومبيد النقم" تحت عنوان الصوفية:"حياهم الله وبياهم
وجمعنا في الجنة نحن وإياهم،. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعبا ناشئا عن الجهل
بحقيقتهم لكثرة المتلبسين بها، بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني: لا يصح الوقف
عليهم لأنه لا حد لهم. والصحيح صحته، وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب
الأوقات بالعبادة...ثم تحدث عن تعاريف التصوف إلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله
وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنا
بهم".
14-الإمام الشاطبي (إبراهيم
بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي) رحمه الله تعالى (توفي سنة 790 هـ):
ذكرت "المسلم" مجلة العشيرة المحمدية تحت عنوان: الإمام
الشاطبي صوفي سلفي للسيد أبي التقى أحمد خليل: "كتاب الاعتصام من الكتب التي
يعتبرها المتسلفة مرجعا أساسيا لبعض آرائهم، ويرون في الشيخ أبي اسحاق الشاطبي
إماما لهم، وقد عقد الإمام الشاطبي في كتابه هذا فصولا كريمة عن التصوف الإسلامي،
وأثبت أنه من صميم الدين، وليس هو مبتدعا، ووفى المقام هناك بما تخرس له الألسن،
وتسلم له العقول والقلوب فاستمع إلى الإمام الشاطبي يقول:
"إن كثيرا من الجهال يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الاتباع
والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك
أن يعتقدوه أو يقولوا به. فأول شيء بنوا عليه طريقهم اتباع السنة واجتناب ما
خالفها، حتى زعم مذكرهم وحافظ مأخذهم وعمود نحلتهم أبو القاسم القشيري: إنهم إنما
اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع. فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة، إذ لا فضيلة فوقها،
ثم سمي من يليهم التابعين، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن
لهم شدة عناية في الدين: الزهاد والعباد. قال: ثم ظهرت البدع وادعى كل فريق أن
فيهم زهادا وعبادا، فانفرد خواص أهل السنة، المراعون أنفسهم مع الله، والحافظون
قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف، فتأمل تغنم، والله أعلم" المصدر عدد شهر ذي
القعدة 1373 هـ من "المسلم" مجلة العشيرة المحمدية.
15-ابن خلدون(عبد الرحمن بن
الشيخ أبي بكر محمد بن خلدون الحضرمي) رحمه الله تعالى (توفي سنة 808 هـ):
وقال ابن خلدون رحمه الله تعالى في كلامه عن علم التصوف: "هذا
العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند
سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها
العكوف على العبادة والانقطاع الى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها،
والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق في الخلوة
للعبادة. وكان ذلك عاما في الصحابة والسلف، فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن
الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم
الصوفية" المصدر: "مقدمة ابن خلدون".اهـ.
16- العلامة جلال الدين
السيوطي رحمه الله تعالى (توفي سنة 911 هـ):
وقال العلامة الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه
(تأييد الحقيقة العلية):"ان التصوف في نفسه علم شريف وان مداره على اتباع
السنة وترك البدع، والتبري من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها
واختياراتها، والتسليم لله، والرضى به وبقضائه، وطلب محبته، واحتقار ما
سواه...وعلمت أيضا أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم،
فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إلى إساءة الظن بالجميع، فوجه أهل العلم للتمييز
بين الصنفين ليعلم أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملت الأمور التي أنكرها أئمة
الشرع على الصوفية فلم أر صوفيا محققا يقول بشيء منها، وإنما يقول بها أهل البدع
والغلاة الذين ادعوا أنهم صوفية وليسوا منهم"
17-الفقيه ابن عابدين
رحمه الله تعالى (توفي سنة 1252 هـ):
وتحدث خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد
أمين المشهور بابن عابدين رحمه الله تعالى في كتابه المسمى (مجموعة رسائل ابن
عابدين) الرسالة السابعة "شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات
والتهاليل"
عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات من قبل
أشخاص تزيوا بزي العلم وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية
الصادقين حتى لا يظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال:
"ولا كلام لنا مع الصدق من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلة
ردية،
فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن إقواما يتواجدون
ويتمايلون؟
فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فانهم قوم قطعت الطريق
أكبادهم، ومزق النصب فؤادهم، وضاقوا ذرعا، فلا حرج عليهم إذا تنفسوا مداواة
لحالهم، ولو ذقت مذاقهم عذرتهم في صياحهم...
وبمثل ما ذكره الإمام الجنيد أجاب العلامة التحرير ابن كمال باشا
لما استفتي عن ذلك حيث قال:
ما في التواجد إن حقت من حرج ولا التمايل إن أخلصت من بـأس
فقمت تسعى على رجل وحق لمــن دعاه مولاه أن يسعى على الراس
18ـ قال ابن القيم في كتابه
مدارج السالكين ( ج1 ص135)
أنهم (أي الصوفية) كانوا أجل من هذا وهممهم أعلى وأشرف إنما هم حائمون
على اكتساب الحكمة والمعرفة وصهارة القلوب وزكاة النفوس وتصحيح المعاملة …
أما في (ج2 ص307) فنجده يقول :
[التصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد
لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى, ومعية من تحبه , فان المرء مع من احب .كما قال
سمنون : ذهب المحبون بشرف الدنيا والاخرة , فان المرء مع من احب, والله اعلم].
قال ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين (ص261-260)
[ومنها أن هذا العلم (التصوف) هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم
التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة ].
قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 499)
[الدين كله خلق , فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين , وكذلك
التصوف .
قال أبو بكر الكتاني : " التصوف خُـلـق فمن زاد عليك في الخُلق
زاد عليك في التصوف ".
وقيل : التخلي من الرذائل والتحلي من الفضائل [.
الي ان قال : قال شيخ الاسلام (أي شيخ الاسلام الهروي الصوفي) :
(واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم : أن التصوف هو الخلق , وجميع الكلام فيه
يدور على قطب واحد وهو: بذل المعروف وكف الاذى) .
قلت : (ومن الناس من يجعلها ثلاثة : كف الاذى واحتمال الاذى وايجاد
الراحة ومنهم من يجعلها اثنين – كما قال الشيخ بذل المعروف وكف الاذى . ومنهم ومن
يردها الي واحدة بذل المعروف والكل صحيح )اه.
قال ابن القيم في كتابه ( شرح منازل السائرين ) :
( الصوفية ثلاثة أقسام : صوفية الأرزاق , وصوفية الرسوم ، وصوفية
الحقائق ، وبدع الفريقين المتقدمين يعرفها كل من له إلمام بالسنة والفقه ... وإنما
الصوفية صوفية الحقائق الذين خضعت لهم رؤوس الفقهاء والمتكلمين فهم في الحقيقة
علماء حكماء ) أهـ .
تعريف الصوفي عند ابن تيمية في ( مجموع الفـتاوى ) (11/16) :
[هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص
بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما
يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل
الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من
البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون
أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من
أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل
منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه
وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه
Langgan:
Catatan (Atom)