من أسباب سقوط العثمانيين: الصوفية المنحرفة
علي بن محمد الصلابي
منذ 2013-12-15
إن
أعظم انحراف وقع في تاريخ الأمة الإسلامية ظهور الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في
المجتمع الإسلامي، تحمل عقائدا وأفكارًا وعبادات بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، وقد قَوِي عود الصوفية المنحرفة واشتدت شوكتها في أواخر العصر
العثماني، بسبب عوامل متعددة... إن أعظم انحراف وقع في تاريخ الأمة الإسلامية ظهور
الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في المجتمع الإسلامي، تحمل عقائدا وأفكارًا وعبادات
بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قَوِي عود الصوفية
المنحرفة واشتدت شوكتها في أواخر العصر العثماني، بسبب عوامل متعددة منها:
1-
الأحوال السيئة التي كانت تعيشها الأمة الإسلامية، والواقع المرير الذي كان يعيشه
المسلمون في تلك الفترة، من انتشار التخلف والظلم والطغيان والفقر والمرض والجهل.
كل ذلك جعل الناس يرتمون في أحضان الصوفية المنحرفة، التي لا تقوم بأكثر من
التربيت عليهم، والتحذير لهم، وجعلهم يعيشون في غير واقعهم الذي فرُّوا منه.
2- كان
اضطراب الأمن وانعدامه سمة من سمات العصور المتأخرة، حيث كانت تزهق الأرواح لأسباب
تافهة، بل دون سبب في بعض الأحيان. وفي هذه الأجواء الحالكة، والظروف العصيبة، كان
أرباب التصوف يحيون حياة هادئة، يرفرف عليها الأمن والاطمئنان، بعيدة عن المصائب
والفتن التي فتكت بالناس. "قد كان الفقراء أروح بالاً وأكثر طمأنينة من
الفلاحين في حقولهم، والتجار في متاجرهم، والصناع في مصانعهم، فقد كانوا في أمنٍ
من تطبيق القوانين، وكانوا في أغلب فترات الظلم الفادح في نجاة من هذه الشرور
كلها، لأن الجنود كانوا يخافون بأسهم، ويخشون سلطانهم الروحي، ويؤمنون باتصالهم
بالله، فيتزلفون إليهم ويطلبون الرضا منهم، قأقبل بعض الناس على دخول الطريق
مدفوعًا بما سيصيبه في رحاب الزوايا من اطمئنان البال واستقرار الحال"[1].
3- الترف في معيشة أرباب الفرق: "كان
الفقراء فوق النجاة من ضغط الحياة يومذاك، لا يجهدون أنفسهم في احتراف عمل يكسبون
قوتهم من ورائه، بل كانوا يعيشون في الزوايا، طاعمين كاسين، على نفقة المحسنين
والأثرياء بدعوى التفرغ للذكر والانقطاع للتهجد والتجرد لعبادة الله. ومن أطرف
مفارقة هذا العصر أن يكون هؤلاء الزهاد الذين يدَّعُون التقشف والقناعة بالتافه من
شؤون العيش، أرغد عيشًا وأترف حياة من الفلاحين والتجار وأرباب الحرف"[2].
4- حب
الأتراك العثمانيين للدروشة والتصوف: "كان الأتراك يحبون التصوف، ويميلون إلى
تقديس أهل الإيمان بصدق ولايتهم"[3].
"لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في
المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركنًا منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة
العثمانية، وفي تركيا بالذات، فقد صارت هي المجتمع وصارت هي الدين، وانتشرت -في
القرنين الأخيرين بصفة خاصة- تلك القولة العجيبة: من لا شيخ له فشيخه الشيطان!
وأصبحت -بالنسبة للعامة بصورة عامة- هي مدخلهم إلى الدين، وهي مجال ممارستهم
للدين"[4].
وقد
كان كثير من سلاطين آل عثمان يقومون برعاية الصوفية، ويفيضون عليها من عطفهم
وحدبهم، حتى جاء السلطان عبد الحميد إلى السلطنة في ظروف عصيبة، والمؤامرات تُحاك
للأمة، والكوارث والمحن تحيط بها من كل مكان، ودعاة القومية يبثون دعوتهم في سائر
البلاد، فدعا إلى الجامعة الإسلامية والرابطة الدينية، وكانت الصوفية بجميع
أصنافها وطرقها تشكل ثقلاً في الدعوة إلى الجامعة الإسلامية. لقد كان ذلك العصر،
عصر الصوفية التي أطبقت على العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه، ولم تبق مدينة
ولا قرية إلا دخلتها، إلا إذا استثنينا نجد وملحقاتها[5].
لقد
سيطرت الصوفية المنحرفة على العالم الإسلامي في تلك الفترة، ووقع جمهور من
المسلمين في أسرها، وعظم سلطان المتصوفة في ذينك القرنين، وبلغ مبلغًا عظيمًا، لو
لم يكن من قوته ونفوذه إلا هيمنته على الجماهير الغفيرة في طول البلاد وعرضها
لكفى، فكيف إذا تبنته الدولة وناصره الحكام[6]!
وكانت نظرة المتصوفة المنحرفة تحترم البطالة
وتبيح التسول، وتصطنع الضيق، وتسعى إلى مواطن الذل، وتغتبط بالهوان، وكانت نظرتهم
إلى الأخذ بالأسباب منحرفة جدًّا، "فما أخيب التاجر الذي يصرف وقته في
تجارته، والزارع الذي ينفق جهده في زراعته، والصانع الذي يبذل نشاطه في صناعته!
وما أفشل من سافر منهم طلبًا لكسب أو رغبة في مال! فإن الرزق في طلب صاحبه دائر،
والمرزوق في طلب رزقه حائر، وبسكون أحدهما يتحرك الآخر". وفسدت لدى كثير من
المتصوفة عقيدة القضاء والقدر، وأصبحت عندهم عقيدة سلبية مخذلة، لقد كتب أحد
المستشرقين الألمان وهو يؤرِّخ لحال المسلمين في عصورهم الأخيرة يقول: "طبيعة
المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل ما يملك للواحد
القهار. وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان: ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دورًا
كبيرًا في الحروب؛ إذ حققت نصرًا متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء. وفي العصور
الأخيرة كانت سببًا في الجمود الذي خيَّم على العالم الإسلامي، فقذف به إلى
الانحدار وعزله، وطواه عن تيارات الأحداث العالمية"[7].
إن هذا
الرجل وهو كافر أدرك هذه الحقيقة: حقيقة الفرق بين الإيمان بالقدر كما فهمه السلف،
وبين الإيمان الذي ابتدعه الخلف متأثرين بالمتصوفة. فالذنب ليس ذنب العقيدة، بل
ذنب المعتقدين بها، وقد صاغ ذلك شاعر الإسلام محمد إقبال شعرًا فقال:
من
القرآن قد تركوا المساعي *** وبالقرآن قد ملكوا الثـريا
إلى التقدير ردوا كل سعـي *** وكان زماعهم
قدرًا خفيـا
تبدلـت الضمائر في إسـار *** فما كرهوه صار لهم
رضيا[8]
وقد
استغل نابليون بونابرت تلك الفكرة المنحرفة عن القضاء والقدر لما احتلت جيوشه
الصليبية أرض مصر، فكان يصدر منشوراته بتذكير المسلمين بأن ما وقع لهم من الاحتلال
والأسر كان بقدرٍ من الله، فمن حاول الاعتراض على ما وقع، فكأنما يعترض على القضاء
والقدر[9].
لقد كانت مفاهيم التصوف المنحرف تنخر في كيان
الدولة العثمانية، وكان العالم الصليبي ينطلق في مجالات العلم وميادين المعرفة
آخذًا بأسباب القوة والتقدم والرقي، ويدير المؤامرات والدسائس لتفتيت الدولة
العثمانية، ومن ثَمَّ الهيمنة على العالم الإسلامي. وكان المتصوفة المنحرفون
مقبلين على استماع الملاهي والمعازف ويتعلمون الموسيقى، وكانت مجالسهم مليئة
بالطبول والنايات والأعلام والرايات، وكانت كثير من الطرق المنحرفة لا تخلو حلقات
الذكر من الدف، حتى قال أبو الهدى الصيادي -وهو من خواص السلطان عبد الحميد
الثاني، ومن أنصار الجامعة الإسلامية-:
اضرب
الدف وجانب جاهلاً *** حكمة الشرع لمعنى ما درى
كل مـا حـرك قلبا ساكنًا *** ودعا العقل منـه
معتبـرًا
وأجال
الروح في برزخهـا *** تذكر اللـه وتبغـي مظهرًا
فهو بـر والـذي يفعلـه *** فعـل البـر واللـه
يـرى
إن في الـدف وفي رنتـه *** نغمـة يعرفهـا مـن
ذكرا
صـوته ذكـر وفي بحتـه *** أنّة تذكر أوقـات
السـرى
نضرب
الدف ومنـه عندنا *** ذاكرًا نسمعـه لن يفتـرا[10]
وقد
كان للسماع عند جمهور المتصوفة منزلة عظيمة، يقول أبو الهدى الصيادي: "من لم
يحركه السماع فهو ناقص مائل عن لطف الاعتدال، بعيد عن نور الروحانية، زائد في غلظة
الطبع وكثافته، بل هو أبلد من الجمال والطيور وسائر البهائم، فإن جميعها تتأثر
بالنغمات الموزونة. وبالجملة فالسماع يثمر حالة في القلب وتُسمَّى وجدًا، ويثمر
الوجد تحريك الأطراف، إما بحركة غير موزونة فتسمى الاضطراب، وإما بحركة موزونة
فتسمى التصفيق والرقص"[11].
ويا ليت أولئك المتصوفة اقتصروا على الولوع
بالطرب والسماع والغناء، ولكنهم جعلوه إلى الله قربة، وعدُّوه طاعة تلين بها
القلوب، وتشفّ بها الأرواح. وما أحسن ما قاله العلامة الحافظ ابن القيم الجوزية عن
هؤلاء المتصوفة، حيث يقول: "فلو رأيتهم عند ذاك السماع، وقد خشعت منهم
الأصوات، وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة
إليه، فتمايلوا كتمايل النشوان، وتكسروا في حركاتهم ورقصهم، أرأيت تكسر المخانيث
والنسوان؟! ويحق لهم ذلك، وقد خالط خمرة النفوس، ففعل فيها أعظم ما تفعله حميا
الكؤوس، فلغير الله -بل للشيطان- قلوب هناك تمزق، وأثواب تشقق، وأموال في غير طاعة
الله تنفق، حتى إذا عمل السُّكر فيهم عمله، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله،
واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخز في صدورهم وخزًا، وأزّهم إلى
ضرب الأرض بالأقدام أزًّا، فطورًا تجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص
وسط الديار، فيا رحمة للسقوف والأرض من دكّ تلك الأقدام! ويا سوءتا من أشباه
الحمير والأنعام! ويا شماتة أعداء الإسلام بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام! قضوا
حياتهم لذة وطربًا، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، مزامير الشيطان أحب إليهم من سماع
سور القرآن، لو سمع أحدهم القرآن من أوَّله إلى آخره لما حرّك له ساكنًا، ولا أزعج
له قاطنًا، ولا أثار فيه وجدًا، ولا قدح فيه من لواعج الأشواق إلى الله زندًا، حتى
إذا تُلِي عليه قرآن الشيطان، وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على
عينيه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت،
وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زفراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت. ولقد أحسن
القائل:
تلي الكتاب فأطرقوا لا خيفـة *** لكنه إطـراق
ساه لاهـي
وأتى الغناء
فكالحمير تناهقـوا *** والله ما رقصوا لأجـل الله
دف ومزمـار ونغمـة شادن *** فمتى رأيت عبـادة
بملاهـي
ثقل
الكتـاب عليهـم لما رأوا *** تقييـده بأوامـر ونواهـي
سمعوا
له رعدًا وبرقًا إذ حـوى *** زجرًا وتخويفًا بفعل مناهـي
ورأوه أعظم قاطع للنفـس عن *** شهواتها يا
ذبحهـا المتناهـي
وأتى السماع موافقًا أغراضهـا *** فلأجل ذاك
غدا عظيم الجاه[12]
وهكذا
أصبحت حياة المتصوفة المنحرفين في اللهو والسخافة، وأضاعوا أوقاتهم وأعمارهم في
مجالس الذكر والسماع والملاهي، وأصبحت حياتهم من أولها إلى آخرها تدور حول الذكر
في صورته المنحرفة، وضاعت عبادة السعي في مناكب الأرض وطلب الرزق والجهاد وطلب
العلم ونشره، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلها أمور تشغل عن الذكر وتصدّ
عنه، ومن ثَمَّ ينبغي للمسلم أن لا يشتغل بها، وأن يعيش حياته على الذكر بالسماع
والغناء والرقص. ودخل في عالم التصوف المنحرف تقديس الأشخاص الأموات منهم
والأحياء، ونسبوا إليهم خوارق العادات والكرامات، وعاشوا في الأوهام وعالم الخيال،
وأصيب الناس بالوهن والعجز والانحطاط، واتسعت هوة التخلف والسقوط، وكانت أوربا
الصليبية تواصل صعودها في سُلَّم الحضارة المادية، وتُعِدُّ جيوشها للزحف على
العالم الإسلامي، الغارق أهله في دنيا الخرافات والأوهام، والاتّكال على الخوارق
والكرامات. وفي الوقت الذي كانت فيه الأمة تعاني أشد المعاناة من الضعف والانحطاط،
وتدور عليها المؤمرات من الأعداء وتحاك لها الدسائس، كان كثير من علمائها طوع
مشيئة شيوخهم من المتصوفة المنحرفين، الذين أشاعوا روح الذل والخنوع في الأمة
والذلة والهوان وغير ذلك من الأمراض المنحرفة، وتركت كثير من الطرق الصوفية
المنحرفة الجهاد لمقارعة الاعداء، وأصبح الأولياء في عُرف الناس هم المجاذيب
والمجانين والمعتوهين. ولا شك أن هناك بينهم نسبة كبيرة من الدجالين والمحترفين،
استغلوا ما للمجاذيب من مكانة مقدسة في نفوس الناس، فاندسوا في صفوفهم، ليصبحوا
ضمن رابطة الأولياء، من الذين لا لوم عليهم ولا عتاب، مهما ارتكبوا من الموبقات،
وجاهروا بالفواحش والآثام، وكان الكثير منهم يتعامل مع الجن، فكان طبيعيًّا أن
تنفذ سهام الأعداء، وتنجح مخططاتهم، وتحتل جيوشهم أرضنا، وتستباح بيضتنا. ولقد
حفلت الصوفية ببحر زاخر من العقائد المنحرفة والضالة، ولعل آخر العقائد التي آمن
بها كثير من المتصوفة المنحرفين: عقيدة وحدة الوجود والحلول. لقد احتضن المتصوفة
المنحرفين هذه العقائد، وعملوا على نشرها، وألّفوا مؤلفات من أجلها، واعتبروها
الحقيقة التي كُشف لهم سرها، وستر عن الآخرين. وكان تدريس كتابي "فصوص
الحكم" و"الفتوحات المكية" لـ(ابن عربي) وغيرها من كتب المتصوفة
التي تطفح بعقيدتي وحدة الوجود والحلول هو شعار كبار العلماء من المتصوفة وغيرهم،
وهو المنزلة العلمية التي لا يتبوؤها إلا الخاصة منهم، والمستوى العلمي الذي لا
يرقى إليه إلا فحول العلماء[13]. لقد لقيت هذه العقائد المنحرفة رواجًا واسعًا بين
المتصوفة المنحرفين في تلك الفترة الحرجة التي كانت تمر بها الأمة الاسلامية، فكان
كثير منهم يؤمن بعقيدة وحدة الوجود، التي لا يمكن للحياة في ظلها أن تفسد، ويحيق
الدمار بالعالم، وتبطل الأديان بالكلية، فلا يبقى معها دين ولا جهاد، ولا عداء بين
مسلم وكافر؛ فالكل واحد، والوجود واحد، وإن تعددت المظاهر، نسأل الله السلامة في
الدين. وكان هناك استخفاف كثير منهم بالشرائع، وإلغاؤهم التكاليف أو إسقاطهم لها،
واستهانتهم بأوامر الدين ونواهيه، تحت مسمى الولاية والحزب والجذب والشهود. ولقد
كان واقع الصوفية حُجَّة قوية استندت إليها حركات التغريب التي نخرت الدولة
العثمانية.
المصدر:
كتاب (الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب
السقوط). [1]
انظر: د. توفيق الطويل: التصوف في مصر أبان
العصر العثماني، ص152-154. [2] المصدر السابق نفسه، ص154.
[3] انظر: التصوف في مصر أبان العصر العثماني،
ص154.
[4] انظر: واقعنا المعاصر، ص155.
[5]
انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/447.
[6] انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/448.
[7] انظر: باول شمتز: الإسلام قوة الغد
العالمية، ص78.
[8]
انظر: سفر الحوالي: العلمانية، ص519.
[9]
انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/467.
[10]
انظر: الصيادي: رياضة الأسماع في أحكام الذكر والسماع، ص45.
[11]
انظر: رياضة الأسماع في أحكام الذكر والسماع، ص78.
[12]
انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/506.
[13] انظر: الانحرافات العقدية والعلمية 1/556.