تحطمت الطائرات الماليزية MH17 الغامضات . النظريات . الحقائق والاحتمالات
مريام الحجاب
شهدت ماليزيا عدة كوارث متتالية. أولاً حدثت كارثة فقدان طائرة الخطوط الجوية الماليزية دون آثار في شهر مارس العام الجاري. ثم تم سقوط طائرة الخطوط الجوية الماليزية رقمMH17 التي توجهت من أمستردام إلى كوالا لومبور و كان ذلك في أوكرانيا تقع بعيداً عن ماليزيا و حيث إندلعت الإشتباكات بين القوات الحكومية و المتمردين.
حسب الرواية المشهورة تم إسقاط الطائرة الماليزية بالصاروخ من النوع “أرض-جو” تم توجيهه من النظام الصاروخي المضاد للطائرات “بوك م1″. جدير بالذكر أن إنحرفت الطائرة المليزية للأسباب غير المعروفة عن مسار تحليقها و خرجت من الممر الجوي الذي تم تحديد لها.
دعت الحكومة الماليزية إلى تحقيق الكارثة. و قد أصبح الفريق الدولي من الخبراء المحترفين عملية التحقيق في مكان تحطم الطائرة. يجب علينا إنتظار نتائج الإختبارات. لكن للأسف الشديد زعماء عدة دول قد تعينوا مذنبين بالحادثة. الغرب يدين موسكو و المتمردين الموالين لروسيا في إسقاط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا. بعد ساعتين لتحطم الطائرة صرح الرئيس الأوكراني بوروشينكو أن تحطم الطائرة الماليزية ليس حادثة أو كارثة بل يعتبر عملية إرهابية. يجب الإشارة إلى أن لا يشك المتمردون الموالون لروسيا عن تورط القوات المسلحة الأوكرانية في إسقاط الطائرة الماليزية.
قبل كل الشيء لا بد من تحليل الحادثة بصورة الموضوعية و تقدير البراهين التي قدمتها الأطراف المعنية.
حجج الغرب
أعلن وزير الخارجية لدى الولايات المتحدة جون كيري في تأريخ 20 يوليو أن الولايات المتحدة تملك الأدلة الدامغة بنسبة لتورط المتمردين الموالين لروسيا في إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا عن طريق الضرب من النظام الصاروخي “بوك” الذي قدمته روسيا لهم. يجب الإشارة إلى أن وزير الخارجية لدى الولايات المتحدة التى تملك أقوى جهاز الإستخبارات في العالم يستخدم المعلومات الواردة من الشبكات الإجتماعية.
نظمت إدارة الولايات المتحدة مؤتمراً صحفياً لهذا السبب. و أثناء هذا المؤتمر أعلن الممثلون غير المعروفون لدى الإستخبارات الإمريكية أنه تم إسقاط الطائرة الماليزية من قبل المتمردين بشكل خاطئ و الذين فكروا أنه كان هناك الطائرة العسكرية لدى القوات الأوكرانية. و في نفس الوقت لم تقدم الإدارة الإمريكية أية معلومات فنية من أجل تأكيد إستنتاج الإستخبارات. قال رجال الإستخبارات أنهم قاموا بإستنتاج على أساس المعلومات الناتجة عن الرادارات الصوتية الأوكرانية و الصور في الخدمات الإجتماعية المختلفة.(http://www.theguardian.com/world/2014/jul/20/mh17-crash-kerry-evidence-pro-russia-separatists-responsibility)
جدير بالذكر أن حسب معلومات وزارة الدفاع الروسية توجد الأقمار الصناعية الروسية و الإمريكية في سماء فوق أراضي أوكرانيا في وقت تحطم الطائرة الماليزية. و إقترح العسكريون الروس للزملاء الإمريكيين تقديم و نشر الصوار الفضائية من هذه الأقمار و لكن لا توجد أي رد لهذه الدعوة. (http://rt.com/news/177296-ukraine-mh17-satellite-images/)
خلافاً لتصريحات إدارة الولايات المتحدة التي أدانت المتمردين الإوكرانيين و روسيا في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية يظن عدد من المحللين الإمريكيين أن حكومة أوكرانية تحمل المسؤولية على هذه الكارثة. يتأسس موقفهم على أساس عدم البراهين لدى واشنغتون التي تؤكد تسليم النظام الصاروخي المضاد للطائرات “بوك” من روسيا إلى المتمردين.
(http://consortiumnews.com/2014/08/03/flight-17-shoot-down-scenario-shifts)
حجج أوكرانيا
قام المسؤولون الأكرانيون بالتصريحات المتعددة حول الكارثة و أدانوا المتمردين و روسيا في إسقاط الطائرة الماليزية. من أجل التأكيد ظهرت في شبكة الإنترنت و الخدمات الإجتماعية الأخرى المعلومات حول تورط المتمردين الموالين لروسيا في إسقاط الطائرة و نشرت هذه المعلومات من الطرف الأوكراني.
بعد السعاتين لتحطم الطائرة الماليزية ظهر في الإنترنت التسجيل الصوتي لمحادثات المتمردين عن إسقاط الطائرة. لكن أثناء التحليل الفني إكتشف الخبراء الأثار تركيب و تزوير التسجيل الصوتي. إضافة إلى ذلك لا توجد أية التأكيدات عن إنتماء أصوات في التسجيل إلى لمتمردين. في هذا السياق يظن كثير من الأشخاص في الإنترنت أنه تم تجهيز هذه المعلومات مبكراً من قبل الطرف الأوكراني.
إضافة إلى ذلك نشرت السلطات الأوكرانية في شبكة الإنترنت الفيديو عن نقل النظام الصاروخي “بوك” بيد المتمردين من منطقة تحطم الطائرة الماليزية عائداً إلى روسيا. لكن أكد الخبراء أن منصة الإطلاق رقم 312 تم تصويره في قوام الرتل العسكري الأوكراني في شهر مارس عام 2014 و كانت في تسجيل الفيديو مدينة كراسنوأرميسك التي سيطرت القوات الأوكرانية عليها من تأريخ 11 مايو. (http://rt.com/news/174868-ukraine-buk-falsification-continues/)
بالإضافة إلى ذلك نشرت أوكرانيا الصور الفضائية يظهر فيها وجود وسائل الدفاع الجوي في الأراضي التي يسيطرعليها المتمردون الأوكرانيون و حسب تصريحات الأوكرانيين تم أسقاط الطائرة الماليزية بوساطة هذه الوسائل. ولكن كما قد ذكرنا في وقت تحطم الطائرة كانت الأقمار الصناعية الروسية والأمريكية فقط موجودة فوق أوكرانيا. كما تشير إلى وهمية التناقض في الوقت والمكان وعدم وجود الظل والغيوم رغم أن كان يوم الحادث يوما غائما. (http://rt.com/news/177296-ukraine-mh17-satellite-images/)
من المستغرب أن أوكرانيا لم تنشر تسجيل محادثات طقم الطائرة والمراقب الجوي الأكراني الذي كان يراقب الطائرة حتى التحطم. يمكن القول في النتيجة أنه لدى السلطات الأوكرانية ما تخفيه.
العلامة الأخرى هي نية السلطات الأوكرانية لتدمير الأدلة الموجودة في موقع التحطم في أقرب الوقت الممكن. منذ وقت التحطم لم يتوقف الجيش الأوكراني عن قصف الموقع برغم من عدم وجود فيه الأغراض العسكرية أم نقاط التفتيش للمتمردين.
حجج روسيا
رفضت روسيا جميع الإتهامات الموجهة إليها بسبب تحطم الطائرة الماليزية في المجال الجوي الأوكراني.
في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الدفاع الروسية في 21 يوليو نشر العسكريون الروس المعلومات الناتجة عن الرصد الموضوعي حول تحطم الطائرة الماليزية. حسب معلومات وزارة الدفاع الروسية إنحرفت الطائرة عن ممرها الجوي بـ 14 كم. “لاحظنا صعود طائرة القوات الجوية الأوكرانية من طراز سو-25 بإتجاه الطائرة الماليزية بوينغ التي كانت على بعد ثلاثة الى خمسة كيلومترات” ذكرت الوزارة.
علاوة على ذلك نشرت الوزارة الصور الفضائية تظهر فيها مواقع وسائل الدفاع الجوي للجيش الأوكراني حيث يتضح من هذه الصور أن تحطمت الطائرة الماليزية داخل منطقة التدمير لدى الأنظمة الصاروخية الأوكرانية “بوك”. (http://www.ruaviation.com/docs/1/2014/7/22/83/print/)
جدير بالذكر أن تؤسس حجج روسيا على تصريحات المسؤولين الأوكرانيين مثلا على بيان المدعي العام الأوكراني حول عدم وجود الأنظمة الصاروخية “بوك” أم المنظمات الصاروخية “س-300″ عند الثوار. (http://en.itar-tass.com/world/741271)
من الجهة الأخرى قبل فترة وجيزة عن تحطم الطائرة الماليزية وضع الجيش الأوكراني أنظمة الدفاع الجوي في منطقة القتال على الرغم من عدم الطيران عند المتمردين.
(http://rt.com/news/173636-buk-malaysian-plane-crash/)
رأيي بشأن تحطم الطائرة الماليزية
حسب تصريحات السلطات الأكرانية كانت منصة إطلاق الصواريخ من تكوين نظام “بوك” موجودة عند المتمردين وهي قادرة على إسقاط الطائرات على إرتفاع أكثر من 10 ألف متر. فيما النظام “بوك” هو نظام الصواريخ المتطور الذي يتكون من أربع عربات. من الواضح أن منصة الإطلاق لا تستطيع توجيه الصواريخ إلي الطائرة الماليزية وإسقاطها “بالخطأ” منفرداً دون عربة التوجيه ومراقبة الهدف التي تراقب الهدف على طول 150 كم.
ويعتقد الخبراء في مجال الدفاع الجوي أن منطقة عمل نظام “بوك” تتراوح بين 30-40 كم. فيما من أجل تدمير الهدف الجوي يتم إستخدام عدة أنظمة صاروخية أو بطارية لأنه في ظروف الإرتفاع العالي و السرعة العالية (تقريباً 900 كم في ساعة) الطائرة توجد في منطقة عمل النظام الصاروخي من 4 حتى 6 دقائق. من المستحيل للطقم عديم الخبرة لدى منصة الإطلاق الواحدة إلتقاط الهدف وتدميره.
من المعروف أن أغلبية الثوار هم عمال وعمال المناجم والمعادن ليست لديهم المهارات اللازمة لإستخدام الأنظمة الصاروخية المتطورة التي تطلب التعليم الخاص والتدريبات الدائمة.
والعسكريون الأوكرانيون لديهم تلك المهارات. في العام 2001 أسقط الجيش الأوكراني فوق البحر الأسود طائرة الخطوط الجوية الروسية “سيبير” رقم 1812 التي توجهت من إسرائيل إلى روسيا. علاوة على ذلك أسقط الخبراء الإوكرانيون الطائرات الروسية فوق جورجيا في أغسطس 2008. ونعرف بضبط أنه وجدت الأنظمة الصاروخية الأوكرانية “بوك” في موقع تحطم الطائرة الماليزية. على أي حال نشر الروس الصور الفضائية تظهر ذلك ولم تنفى أوكرانيا هذه المعلومات.
مهما كان أعتقد أنه من الضروري البحث عن من له الفائدة من تحطم الطائرة الماليزية. فيما بين ذلك يمكن تشابه سقوط الطائرة الماليزية في أوكرانيا مع الكارثة الإمريكية في تأريخ 11 سبتمبر عام 2001. أصبح تدمير الأبراج في الولايات المتحدة براءة للتآمر الإمريكي الصهيوني إستهدافاً لإبادة المسلمين. بعد ذلك أثر الكيان الصهيوني لدى الولايات المتحدة عدداً كبيراً من الحروب في البلدان العربية تحت غطاء مكافحة الأرهاب و الديكتاتورية من أجل إقامة السيطرة علي مصادر الطاقة في بلدان الشرق الأوسط و المغرب العربي.
و توجد في أوكرانيا الحالة المشابهة. تعتبر السيطرة على مصادر الطاقة هدفاً للشركات الدولية. من المعروف أن توجد الإحتياطات الضخمة للغاز الصخري في أراضي أوكرانيا الشرقية حيث تم سقوط الطائرة الماليزية. و الشركة الإمريكية Burisma Holdings Ltd تهتم بإستخراج الغاز من هذه الإحتياطات. ليس بلا أساس في شهر أبريل العام الجاري تم توظيف حانتر بايدن في مجلس الإدارة لدى الشركة Burisma. جدير بالذكر أن حانتر بايدن هو ولد نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن. من الواضح أن الشركة Burisma تحتاج إلى السيطرة على شرق أوكرانيا كله من أجل إستخراج الغاز الصخري في أوكرانيا.
و يعمل صندوق النقد الدولي على نفس المبدأ. من المعروف أن يعتبر صندوق النقد الدولي منظمةً تابعةً لعائلة روتشيلد. فيما بين ذلك أعلن صندوق النقد الدولي عن تقديم المساعدة المالية للحكومة الأوكرانيا حتى في تنفيذ العمليات القتالية الناشطة و إقامة السيطرة الكاملة على الأراضي الشرقية. يستخدم الإمريكيون و العبريون الرباء و القروض كالطريق الأساسي من أجل إغتناء.
بالإضافة إلى ذلك سمح إسقاط الطائرة الماليزية رقم MH17 للولايات المتحدة بإقناع الأتحاد الأوروبي بفرض العقوبات الجديدة على روسيا و بإمتناع عن شراء الغاز الروسي في صالح تجارة الغاز الإمريكي. بعد إقامة السيطرة على حقول الغاز الصخري في أوكرانيا سيمكن العبريون الصهيونيون بيع الغاز الأوكراني للأوكرانيين و الحصول على الأموال الضخمة الناتجة عن هذه التجارة.
بعد إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا كما كان في عام 2001 بقي الكثير من الأسئلة و الأسرار و الغوامض و لا توجد الإجابات عليها حتى الآن.
مع ذلك ويجب إمتناع عن النتائج المبكرة. لا بد من إنتظار نتائج التحقيق الدولي.
كاتبة لبنانية
رأي اليوم :26 / 8 /2014
Tiada ulasan:
Catat Ulasan